فضاء حر

فقط دماء متجددة في غزة

يمنات

ما يحدث في غزة اليوم يثبت فشل ثورات الربيع العربي في تغيير الصورة الذهنية لدى الإسرائيليين والأمريكيين والغرب في قدرة الانسان العربي على الثورة ضد القمع والعدوان وتغيير واقع تاريخي قديم ومعقد وهو دينامكية الصراع العربي الاسرائيلي..

ويبدو أن مألات ثورات الربيع العربي وما وصلت إليه من اخفاقات في تغيير بنية المجتمعات العربية جعلت الإسرائيليين يدركون أن ليس هناك ما قد تغير في هذا الواقع العربي حتى بإزاحة بعض رؤوس الأنظمة فالواقع السياسي والثقافي والاقتصادي والنفسي في البلدان العربية مازال كما هو غائماً ولا يفضي إلى انتصارات حقيقية، لذا لجأت اسرائيل لاستخدام صلفها المعتاد وأدواتها القديمة في إدارة حروبها في غزة. بحجة الدفاع عن النفس.. لأنها تدرك بأن الثورات العربية لم تحقق أي تراكم حقيقي في فعل التغيير، لذا فإن اسرائيل الجبانة أصلاً ليست خائفة من ردة فعل الشعوب العربية التي اسقطت بعض الأنظمة، لأنها تدرك أن هذا الغضب العربي الجديد مازال كما لم يتغير ولم يتعدى حدود فنجان الصراخ اليومي والبكاء والدعاء والإدانة….

وكأننا لم نسافر في الزمن إلا بقدر سقوط الغارات الإسرائيلية الجديدة وسقوط الشهداء من الطفل لؤي في غزة 2006م .إلى الطفل عمر المشهراوي في غزة 2012م.

مازلنا متفرجين على المجازر الدموية .ولم نستطع تغيير الذهنية الإسرائيلية أو الأمريكية أو الغربية في التعاطي مع غضبنا وحنقنا المتصاعد ضد ما يحدث في غزة.. لأن غزة هي المختبر الغربي لجهاز كشف ترددنا العصبي والنفسي والأخلاقي. ومقدار ما تغير فينا..

هل تغير شيء في نمطية الصراع العربي الاسرائيلي؟

هل تغير شيء في مقياس الصور؟ وحجم الكراهية؟

لا شيء حتى الآن ..

فقط دماء متجددة في غزة.

من حائط الكاتبة على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى